خاص | بالوتيلِّي ودروس في كيفية مكافحة العنصرية !

لمكافحة العنصرية أساليباً كثيرة .. وللأسف ماريو .. لم تستخدم أي إسلوب صحيح !

Getty

ذكرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية بعددها الصادر يوم أمس خبراً مثيراً وغريباً في آن واحد في خبر يخص نجم هجوم المنتخب الإيطالي ماريو بالوتيلِّي.

الصحيفة التي يزيد عمرها الصحفي عن 112 عاماً كشفت سر إضاعة ماريو بالوتيلِّي للفرصة المهمة لإيطاليا بالشوط الثاني بمباراة الأدزوري وأسبانيا ، لتؤكد أن إضاعة المهاجم ذو الجذور الغانية لم يكن مصادفة من دونِ سبب ، بل أنه هناك سبب وضحته الصحيفة بعينها.

الأخرق !

والقصة بالبداية كانت بالدقيقة 53 بكرة خطفها ماريو من الظهير الاسباني والقائد الثاني للمرينجي سيرخيو راموس ، المهاجم الغاني أستغل قوته ومهارته لمباغتة الظهير الأسباني الشهير لينفرد الغاني في لقطة مميزة لو إكتملت لهدف لأنه سيكـون هدف فردي خالص يعكس فنيات هذا المهاجم المتكامل على الصعيد الفني ولكن فجأة ..ذهب كل التميز .. ذهب كل شيء !

ماريو برواه بالوتيلِّي صُعق صعقة موسى عند دك الجبل لدى رؤيته الحارس إيكر كاسياس ، فتباطيء بشكل غريب ليُعطي راموس كل الوقت ليستعيد توازنه ويعود إليه ويُخلص الكرة من أمامه باللحظة الأخيرة.

لمشاهدة فرصة بالوتيلِّي : (أضغط هنا)

الميرور أكدت أن لتباطيء بالوتيلِّي سبباً وهو ببساطة أنه رأى رجلين أمن بولنديين يعملان بخطة تأمين ملعب جدانشيك البولندي ، رجلان الأمن وقتمــا وقعت عليهما نظرات بالوتيلِّي كانــا يضحكان بشدة وهما ينظران إلى مدرج بــه 300 مشجع أسباني يُقلد أصوات القردة للسخرية من ماريـو ، ردة فعل أفراد الأمن شتـت بالوتيلِّي تماماً فذهب للمرمى وهو يُفكر بالأمر وبالفرصة لنرى هذا التباطىء.

ربما يكون الأمر غير صحيح وأن كل ما حدث سببه إستهزاءاً أو فعلة مجنونة من شطحات بالوتيلِّي التي لا تنتهي لاسيما وأن بغض النظر عن كل هذا فاللعب في اجواء مباريات كبيرة خاصة كهذه لن يجعله يُركز مع عاملي أمن متواجدين بالخارج ، الطبيعي أن يكون تركيزه بما يجري في الملعب وليس خارجه لكن بفرض أن فعلاً هذا ما حدث وأن هذه هي الحقيقة ، وقتها يمكنني أن أقول فعفواً ماريو .. الحجة أكثر من واهية وهو عذر ربما يجعلك أكثر جرماً !

شتان الفارق !

هل تتذكر زميلك الأسمر بالإنتر .. ماريو ؟

نعم .. إنه "إل شاكال" الكاميروني صامويل إيتو فيس .. مثلك أيضاً بجذور أفريقية ومثلك في أنه يحمل جواز سفر أوروبياً "أسباني" لإقامته الطويلة بأوروبا ، فهو يلعب منذ عام 1998 بأسبانيا وذهب ناشئاً للمرينجي بالأساس.

إيتو لم يكن ضليعاً أكثر منك بخبرة وثُقل كبير بكرة القدم ، بل بأمور العنصرية وشتى أنواع التعامل العنصري ، فـ الأسد الذي لا يُقهر " إل ليون إندومبالي" واجه الضحكات ، والجماهير المتأففة من رائحة إفتراضية كريهة صادرة منه ... واجه أيضاً إلقاء أصابع من الموز ، وبالطبع أصوات القردة ، إيتــووصل به الأمر بالثاني عشر من فبراير شباط 2005 في مباراة سرقسطة والبرسا باللاروماريدا ، يومها واجه الاسد الملك 30 دقيقة نارية من أصوات القردة بكل لمسة له للكرة وكأنه يلعب أمام مجموعة من المجانين ، للحد الذي جعل إيتو كاد أن يُغادر الملعب ليمنعه زُملائه وبالأخص رونالدينيو ويطلبوا منه إستكمال اللقاء ، الأمر الذي دفعه للذهاب للحكم آنذاك ، فيرناندو كارمونا مينديز من مدينة باداخوزبالجنوب الأسباني ويطلب الكاميروني من كارمونا أن يُدون هذا بتقريره فيُفاجىء بإجابة الحكم العنصري الذي قال له أن ما يحدث طبيعياً وأنه سيكتب هذا بتقريره !

إحرق القلوب .. تصمت الأفواه !

لكن ماذا فعل إيتو يومها ؟ بالدقيقة 39 وبعد إعتراضه هذا بتسعة دقائق فحسب سجل الهدف الثالث لبرشلونة وقتل المباراة أكلينيكياً ، يومها  ذهب إيتو للجمهور الأرخوني وأشار له بالصمت .. وقد كان !

الأمر لم يحدث لإيتو في أسبانيا فقط ، بل في إيطاليا أيضاً حدث كثيراً ولا ينسى أحد من عشاق الكالتشيو مباراة الإنتر وكالياري بالسابع عشر من أكتوبر تشرين الاول لعام 2010 وبمباراة بالاسبوع السابع من البطولة الإيطالية بموسم 2010/2011 بين بطل إيطاليا وأوروبا الإنتر وبين فريق كالياري السيرديني بملعبه بالسانت إليا.

يومهـا وبدءاً من الدقيقة الثالثة شرع 20 ألف مشجــع ملئوا جنبات ملعب الرسّوبلو ، شرعوا جميعهم في تقليد أصوات القردة للسخرية من لون صامويل إيتو ، الأمر الذي جعل الحكم وكان باولو تاليافينتـــو من مدينة تيرني بالأقليم الأومباري بإيطاليا ، تاليافينتو وقتها كان أكثر رجولة وإنسانيــة من الحكـم العنصري كارمونا لأنه بتلك الظهيرة ذهب للجمهور وحذرهم بإلغاء المباراة بحـال ما أستمــرت، لكن الصيحـــات أستمرت ولم تُعير الحكم أي إهتمام ، فقط خفتت الصيحات وإنتهت عندما أتت الدقيقة 39 أيضاً ، ذات الدقيقة التي أخرس فيها إيتو جماهير سرقسطة أخرس فيها أيضاً جماهير كالياري بهدف المباراة الوحيد ، وكانت هذه طريقة إيتو في جعل جميع المجانين يصمتون !

هكذا هو الرد يا بالوتيلِّي ، هذه هي الطريقة المُثلي التي نعرفها ويعرفها الجميع ، كان منطقياً جداً أن يسكت الـ 300 أو 1000 أو مليون أسباني يهاجمونك لو كان ردك بذات الطريقة ، لكنك لست ناضجاً بالقدر الكافي لإستخدام السُبل المُثلى كما كان رفيقك يفعلك ، رفيقك الذي للأسف .. لم تتعلم منه شيئاً.